ودلَّت الآية على أنَّ الرُّؤيا قد تَخرج على غير ما رأى، وقد تخرج على عين ما رأى، فقد رأى سجودَ الكواكب، وخرجت الكواكبُ على الإخوة والسُّجودُ على عينه، وهو كرؤية إبراهيم صلوات اللَّه عليه في المنام ذبحَ الولد، فخرجَ الولد على الكبش، والذَّبحُ على عينه، فهذا أصلٌ لنا أنَّ الخطاب قد يخرج والمراد به عينه، وقد يخرج والمراد به غيره.
وفيه جواز الاجتهاد، وطلب المعنى في المخاطبات، وما ظهر للنَّاس من تعبير الرُّؤيا على الاجتهاد يدلُّ أيضًا على جواز العمل بالاجتهاد.
ودلَّتِ الآيةُ أيضًا على أنَّ إخوة يوسف كانوا علماء حكماء وعارفين بتعبير الرُّؤيا؛ فإنَّ يعقوبَ قالَ ليوسفَ عليهما السَّلام:{لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا} وذلك لعلمِهم بالتَّعبير.