للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ودلَّت الآية على أنَّ الرُّؤيا قد تَخرج على غير ما رأى، وقد تخرج على عين ما رأى، فقد رأى سجودَ الكواكب، وخرجت الكواكبُ على الإخوة والسُّجودُ على عينه، وهو كرؤية إبراهيم صلوات اللَّه عليه في المنام ذبحَ الولد، فخرجَ الولد على الكبش، والذَّبحُ على عينه، فهذا أصلٌ لنا أنَّ الخطاب قد يخرج والمراد به عينه، وقد يخرج والمراد به غيره.

وفيه جواز الاجتهاد، وطلب المعنى في المخاطبات، وما ظهر للنَّاس من تعبير الرُّؤيا على الاجتهاد يدلُّ أيضًا على جواز العمل بالاجتهاد.

ودلَّتِ الآيةُ أيضًا على أنَّ إخوة يوسف كانوا علماء حكماء وعارفين بتعبير الرُّؤيا؛ فإنَّ يعقوبَ قالَ ليوسفَ عليهما السَّلام: {لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا} وذلك لعلمِهم بالتَّعبير.

* * *

(٥) - {قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ}.

وقوله تعالى: {قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ}: يعني: فقالَ يعقوبُ: يا بنيَّ لا تخبرْ إخوتَكَ برؤياكَ، وهم رُوبيلُ ويهوذا وشمعونُ ولاوي، أمُّهم لايا امرأة يعقوب، ودان وآشر ويشجر (١)، أمُّهم دلفا جارية يعقوب، ونفثالي وجاد وزبالون، أمُّهم زلفا جارية يعقوب، وبنيامين أمُّه راحيل وهي أمُّ يوسف أيضًا مع أخوات، وكانت راحيل أختَ لايا، وهما بنتا لايان بن ناهر خال يعقوب، والجاريتان كانتا هدية لايان لختنه يعقوب.


(١) في (أ): "ودار وأشير وشحو" بدل: "ودان وآشر ويشجر".