للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويحتمل: {خَوْفًا} موعودًا، {وَطَمَعًا} موعودًا؛ لأنَّ البرقَ نورٌ ونارٌ، فالنُّور يُطمِعُ في النُّور الموعود في الجنَّة، والنَّارُ يخوِّفُ مِنَ النَّار الموعودة في جهنَّم.

وقال في قوله: {وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ}: قال أبو عوسجة: أي: يرفع.

وقال في قوله: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ}: روي عن ابن عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما قال: أقبلَتِ يهودُ إلى النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عن الرَّعد ما هو؟ قال: "ملَكٌ مِن الملائكة موكَّلٌ بالسَّحاب معه مخاريق مِن نار، يسوق بهِ السَّحاب حيثُ شاءَ اللَّهُ"، فقالوا: ما هذا الصَّوت الَّذي نسمع؟ قال: "زجرُه السَّحاب إذا زجرَه انتهى (١) إلى حيث أُمِرَ"، قالوا: صدَقْتَ (٢). فإنْ ثبتَ هذا فهو هو.

قال: وقيل: الرَّعدُ: ملَكٌ يسوقُ السَّحاب، وإذا شذَّتْ (٣) سحابةٌ ضمَّها، فإذا اشتدَّ غضبُه طار (٤) مِن فيه النَّار، فهي الصَّواعق.

قال: وقال بعض الفلاسفة: هو ريحٌ مختنقٌ تحتَ السَّحاب.

قال: وأيَّ شيءٍ كانَ فالتَّسبيح مُحْتَمَلٌ مِن كلِّ شيءٍ، فيَحْتَمِلُ تسبيحَ الخلقة، وجعلَ في كلِّ شيء حمدَ صانعِه وبراءةَ مُنشئِه مِن كلِّ ما وصفَتْه الملاحدة.

فالأقاويل فيه كثيرة، وليس لنا إلى معرفة ذلك حاجةٌ سوى أَنَّه هولٌ هائلٌ يهولُ الخلقَ ويذكِّرُهم سلطانَه وعظمتَه، ولولا أنَّهم اعتادوا ذلك وإلَّا لم تقمْ (٥) أنفسُهم لسماع ذلك.


(١) في (أ): "زجر حتى ينتهي" بدل من "زجره انتهى".
(٢) جزء من حديث رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢٤٨٣)، والترمذي (٣١٧٧)، وقال: حسن غريب.
(٣) في (ر) و (ف): "شردت".
(٤) في (ف): "صار".
(٥) في (أ): "تستقم".