للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ}: أي: إيثاقه {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} هو بمقابلة ما ذكر في الآيات المتقدِّمة مِن الوفاء بالعهد وصلة الرَّحم.

قوله تعالى: {وَيُفْسِدُونَ}: قيل: بالعمل بالمعاصي.

وقيل: بالتَّنفير عن النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- والنَّميمة على المؤمنين.

وقوله تعالى: {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ}: أي: الطَّرد والإبعاد عن رحمة اللَّه {وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}؛ أي: يرَوْن فيها ما يسوؤهم.

وقال القشيريُّ رحمَه اللَّه: نقضُ العهدِ: الرُّجوع إلى الاختيار والتَّدبير (١) بعدَ شهودِ الأقدارِ وملاحظة التَّقدير (٢).

* * *

(٢٦) - {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ}.

وقوله تعالى: {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}: أي: يوسِّع الرِّزق لمن يشاءُ ويضيِّق على مَن يشاء، وليس التَّوسيع على الكفَّار لكرامتهم، ولا التَّضييق على المسلمين لإهانتِهم، بل للمسلمين في الآخرة الجنَّة ونعيمها، ونِعْمَ عُقبى الدَّار، وللكافرين في الآخرة اللَّعنة ولهم سوء الدَّار.

وقوله تعالى: {وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: أي: سُرُّوا بها وبطروا؛ أي: المشركون، ولم يعلموا ما عندَ اللَّهِ للَّذين يؤمنون.


(١) في (ف): "والإدبار".
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ٢٢٨).