للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

استكملَ خِصالَ الإسلامِ، فقد رُوِيَ: "الإيمانُ نصفانِ: صبرٌ، وشكرٌ" (١)، فتَرْكُ كلِّ المعاصي صَبْرٌ، وفِعْلُ كلِّ الطَّاعاتِ شُكْرٌ.

وكأنَّه قال: لآياتٍ لكلِّ كاملٍ في إيمانِه، فهو الذي ينتفعُ بها، نحو (٢) قولِه: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: ٢].

وقال ابنُ عبَّاس رضي اللَّه عنهما: أيَّامُ اللَّهِ: نَعْماؤُه، بأنْ ظلَّلَ عليهم الغَمامَ، وأنزلَ عليهم المنَّ والسَّلوى، وفلقَ البحرَ، ونحوها (٣).

وقيل: هو إهلاكُ قومِ نوحٍ وعادٍ وثمودَ ولوطٍ وشعيبٍ.

وقوله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: ١٤٠]، هذا في النِّعم.

وقولهم: مَنْ يَرَ يومًا يُرَ بِهِ (٤)، هذا في الشِّدةِ.

وقول الشَّاعر:

فيومًا علينا ويومًا لنا... ويومًا نُساءُ ويومًا نُسَر (٥)


(١) رواه الخرائطي في "فضيلة الشكر" (١٨)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١٥٩)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٩٢٦٤) من رواية يزيد الرقاشي عن أنس رضي اللَّه عنه. ويزيد ضعيف. انظر: "تخريج أحاديث الإحياء" للعراقي (ص: ١٣٩٩).
(٢) في (أ) و (ف): "وهو".
(٣) ذكره عن ابن عباس الزمخشري في "الكشاف" (٢/ ٥٠٨) (ط: دار إحياء التراث العربي). ورواه الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٥٩٧) عن مجاهد.
وروى عبد اللَّه بن الإمام أحمد في زوائده على "المسند" (٢١١٢٨) عن ابن عباسٍ، عن أُبيِّ بنِ كعبٍ، عن النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في قوله تبارك وتعالى: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} قال: "بِنِعَمِ اللَّهِ".
(٤) معناه: مَن رأى يومًا على عدوِّه رأى مثله على نَفسه، وقيل معناه: مَن أحلَّ بغيره مكروهًا حلَّ به مثله. انظر: "جمهرة الأمثال" للعسكري (٢/ ٢٧٢).
(٥) البيت للنمر بن تولب، كما في "ديوانه" (ص: ٣٤٧)، ويروى البيت بضم (يوم)، واستشهدوا =