للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ}: أي: يُهْلِكْكُم ويفنيْكُم {وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} أطوعَ له منكم.

* * *

(٢٠) - {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ}.

{وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ}: أي: غير (١) ممتنعٍ ذلك عليه، وهو إذهابُكُم والإتيانُ بغيرِكُم.

وقيل: {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ}؛ أي: شديدٍ، كما يشتدُّ على ملوكِ الدُّنيا إذا ذهبَ أهلُ المملكةِ؛ إذْ لا زيادةَ في ملكِهِ، ولا نُقصانَ مِن خلقِهِ.

* * *

(٢١) - {وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ}.

وقوله تعالى: {وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا}: ماضٍ بمعنى المستقبلِ؛ لأنَّه مِن أمورِ الآخرةِ، وهي كائنةٌ لا محالةَ، فأخبرَ عنها كما يخبَرُ عن الكائنِ الموجودِ المتحقِّق.

والبروزُ: الخروجُ والظُّهور؛ قال تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} [الكهف: ٤٧].

يقول: ويُحْشَرُ هؤلاء يومَ القيامةِ فيظهرون بحيثُ لا يسترهم ساترٌ، ولم يبقَ أحدٌ منهم لم يُحْشَرْ ولم يَظْهَرْ (٢).


(١) في (أ): "عزيز".
(٢) "يقول ويحشر هؤلاء يوم القيامة فيظهرون بحيث لا يسترهم ساتر ولم يبق أحد منهم لم يحسر ولم يظهر" من (أ)، وفي (ف): "يقول لم يخرج ولم يظهر"، وفي (ر): "أي: ظاهرة".