للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتبديلُ الأرضِ: تسويةُ جبالِها وأنهارها وآكامِها وأشجارِها، وتُمَدُّ مَدَّ الأديم.

وتبديلُ السَّماءِ: تكويرُ شمسِها، وتناثر نجومِها.

قال (١): وهذا مِن كلام العرب لشيء تراهُ تغيَّرَ عن حالِهِ: لقدْ بُدِّلَتْ بَعْدِي، وهو هو (٢) بعينِهِ.

قال ابن عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: هي تلك الأرضُ، وإنَّما تُبدَّلُ أوصافُها، ثمَّ أنشدَ:

فَمَا النَّاسُ بالنَّاسِ الَّذيْنَ عَهِدْتُهُمْ... ولا الدَّارُ بالدَّارِ الَّتي كنْتُ أعرِفُ (٣)

وقال عليٌّ رضي اللَّه عنه: تُجْعَلُ الأرضُ مِن فضَّة، والسَّماواتُ مِن ذهبٍ (٤). وكذا قال الضَّحَّاك.

وقال عكرمة ومحمَّد بن كعب: هي كقرصة النَّقي (٥).


(١) كذا في النسخ، ولم يذكر القائل، ولا وقفنا عليه.
(٢) "هو" ليس في (أ).
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (٢١٧)، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٢٣٨). وانظر البيت أيضًا في: "ديوان المعاني" (ص: ٧٨)، و"جمهرة الأمثال" (١/ ٩٦).
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٧٣٣ - ٧٣٤).
(٥) روى مسلم في "صحيحه" (٢٧٩٠) عن سهل بن سعد رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء، كقرصة النقي، ليس فيها علم لأحد". وقرصة النقي: الحُوَّارَى التي نُقِّيَتْ من القِشْرِ والنُّخَالة.
وروى الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٧٣٥) عن عكرمة: عن محمد بن كعب القرظي، أو عن محمد ابن قيس: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} قال: خبزة يأكل منها المؤمنون من تحت أقدامهم.