للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأنبياء إليها، وتكذيبِ الكفَّار إيَّاهم، وتوكُّلِ الأنبياء على اللَّه تعالى، ونجاتِهم، وهلاكِ مكذِّبِيهم، وبيانِ مَثَلِ أعمالِهم، وبيانِ مَثَلِ توحيدِ المؤمنين، ومَثَلِ كُفْرِ الكافرين، ثمَّ تقسيمِ مَن كفرَ فقيل لهم: {تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ} [إبراهيم: ٣٠]، ومَن آمنَ قيلَ لهم: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا} [إبراهيم: ٣١]، وختمَ السُّورةَ بأنَّ القرآنَ بلاغٌ وتبصيرٌ، وإنذارٌ وتذكيرٌ.

وافتتاحُ هذه السُّورة بأنَّ مَن لم يتذكَّرْ ففي الآخرة يتحسَّر، ويودُّ أنْ لو كانَ آمنَ وما كفر، ثمَّ بيانِ تكذيبِ الأوَّليْن واستهزائِهم، ثمَّ بيانِ خَلْقِ آدمَ، وانقسامِ أولادِه إلى مَن يَتَّبعُ الشَّياطين ومَن يتَّبعِ الرَّحمن، وبيانِ جزاءِ هؤلاءِ وجزاءِ هؤلاءِ، وتحقيقِ هذَيْنِ المعنَيَيْنِ إلى ختم السُّورة.

* * *

(١) - {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ}.

وقوله تعالى: {الر} مرَّتْ الأقاويلُ فيه.

{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ}: أي: تلك الآياتُ المنزَلة قَبْلَ هذه السُّورة إنْ جُعِلَ {تِلْكَ} إشارةً إلى الغائبِ، وهذه الآياتُ الَّتي في هذه السُّورة، إنْ كانَ {تِلْكَ} إشارةً إلى الحاضرِ.

فاللَّفظُ يصلحُ لهما آيات القرآن.

وقوله تعالى: {الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ} هما واحدٌ، وسُمِّيَ باسمَيْنِ لاختلافِ المعنَيَيْنِ، فهو كتابٌ لأنَّه يُكْتَبُ ليكونَ مُدوَّنًا مخلَّدًا، وقرآنٌ لأنَّه جُمِعَ فيه ما بنا إليه حاجةٌ اليوم وغدًا.

وقوله تعالى: {الْمُبِينُ} قال القشيريُّ رحمَه اللَّه: يبيِّنُ للمؤمنينَ ما يسكِّنُ