للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أي: (لولا) و (لوما) بمعنى: هلَّا، قال تعالى: {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ} [الأنعام: ٨].

* * *

(٨) - {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ}.

قوله تعالى: {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ}: قرأ أبو عَمرو وأهلُ المدينة: {ما تَنَزَّلُّ} بنصب التَّاء ورفع اللَّام، بمعنى: تتنزَّل، وحُذِفَتْ إحدى التَّاءين تخفيفًا.

وقرأ عاصمٌ وأهل الكوفة: {نُنَزِّلُ} برفع النُّون ورفع اللَّام إخبارًا مِنَ اللَّهِ تعالى عن نفسِهِ بخطابِ الملوكِ جمعًا، و {الْمَلَائِكَةَ} نصبًا لأنَّه مفعولٌ، وفي القراءة الأولى رفع لأنَّه فاعل (١).

وقوله تعالى: {إِلَّا بِالْحَقِّ}: أي: العذابِ الذي حَقَّ على الجُناةِ.

{وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ}: أي: إذا جاءَهم العذابُ لم يُمْهَلُوا.

وقيل: أي: لا تنزِلُ الملائكةُ إلى الأرضِ بشهواتِ العبادِ وسؤالِ الاقتراحِ، إنَّما تنزلُ بالحقِّ؛ أي: وحي إلى الأنبياء، أو لقبض الأرواح، أو لأمرٍ مِن أمرِنا.

وقيل: {إِلَّا بِالْحَقِّ}؛ أي: بالموتِ الَّذي هو كائنٌ حقٌّ؛ لأنَّهم لو رأوا الملائكة


= في الموضعين. وجاء صدره في بعض المصادر:
لولا الحياء وباقي الدين عبتكما
انظر: "الشعر والشعراء" (١/ ٤٤٧)، و"تهذيب اللغة" (١/ ٣١٠)، و"التكملة والصلة" للصغاني (٤/ ٥٨).
(١) وقرأ ابن عامر وابن كثير مثل قراءة أبي عمرو وأهل المدينة، ورواية أبي بكر عن عاصم: {تُنَزَّلُ} بالتَّاء مضمومة وفتح النون والزاي {الملائكةُ} بالرفع. انظر: "السبعة" (ص: ٣٦٦)، و"التيسير" (ص: ١٣٥)، و"النشر" (٢/ ٣٠١).