للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومرَّ به العاصُ بنُ وائلٍ، فأشارَ إلى أخمصِ رجلِه، فخرج على حمارٍ له يريد الطَّائفَ، فَوُقِصَ على شِبْرِقَةٍ (١)، فدخلَتْ في أخمصِ رجلِه منها شوكةٌ فقتلَتْهُ.

ومرَّ به الحارثُ بنُ الطُّلاطِلَة، فأشار إلى رأسِه، فامتَخَضَ قيحًا فقتلَه (٢).

وكان رأسُهم الوليدَ بن المغيرة، هو الَّذي جمعَهم (٣).

وقال ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: كانوا خمسةً؛ الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والحارث بن قيس، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطَّلب (٤).

وقال مقاتل: كانوا سبعةً، وزاد على هؤلاء: بَعْكَكًا وأصرمَ (٥).

وقال ابن عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: وكان جبريل عندَ النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فمرَّ الوليدُ بن المغيرة، فقال جبريل: ما تقولُ فيه يا محمَّد؟ قال: "أقول فيه: إنَّه عبدُ سوءٍ"، فأشار جبريلُ إلى أخمصِ رجلِه، وقال: لقد كُفِيْتَ أمرَه، قال: فندرَتْ (٦) شظيَّة، فتعلَّقَتْ


(١) الشبرق: نبت حجازي يؤكل وله شوك، وإذا يبس سمي الضريع. انظر: "النهاية" لابن الأثير (٢/ ٤٤٠) (مادة: شبرق).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٤/ ١٤٦)، وانظر: "السيرة النبوية" لابن هشام (١/ ٤٠٩ - ٤١٠).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٤/ ١٧٤) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
(٤) رواه مطولًا الطبراني في "الأوسط" (٤٩٨٦)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ٨)، والضياء في "المختارة" (١٠/ ٩٦)، ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (١٤٦٥) عن مقسم مولى ابن عباس، وهو شبيه بما تقدم عن ابن إسحاق من ذكر قصة هلاكهم واحدًا واحدًا، وسيأتي بتمامه قريبًا. ووقع في النسخ: "الأسود بن عبد المطلب"، والمثبت من المصادر.
(٥) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٤٤٠). ووقع في النسخ: (بعكك) بالرفع والصواب المثبت.
(٦) في (أ): "فمر بنبال"، وفي (ر): "قال فبدرت". وقد جاء في بعض رواياته أنه مر برجل يريش نبلًا فأصاب أبجله فقطعها، وفي أخرى أنه تعلق سهم بردائه فقطع أكحله.