{فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا}: لا خروجَ لكم عنها، ولا خلاصَ منها.
{فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}: على أنبياء اللَّه وعلى أوليائه.
وقد سبقَ ذكرُ تكبُّرِهِم بقوله:{قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} فإنْ كان هذا القولُ لهم عند الموت فمعناه: فادخلوا أبواب جهنَّم إذا بُعِثْتُم.
وأبوابُها: طبقاتُها ودَركاتُها، وهي بعضُها فوقَ بعضٍ، ولعلَّ هؤلاء يستحقُّون العذاب في الدَّرك الأسفل، أو في الدَّرك الرَّابع، فلا يصلون إليه إلَّا بمجاوزةِ الأبواب أجمع.
ويجوز أن يكون لكلِّ طبقةٍ بيوتٌ، ولكلِّ بيتٍ بابٌ.
ويجوز أن يكون هذا إخبارًا لهم عندَ الموتِ بعذاب القبر؛ لأنَّه بابٌ من أبواب جهنَّم للكافر.
وقوله تعالى:{وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا}: ثم أخبر -بعد (١) الإخبار عن الكافرين- عن المؤمنين الذين اتَّقوا الشِّرك؛ أنَّهم إذا سُئلوا عن كتاب اللَّه: ماذا أنزل اللَّه فيه؟ {قَالُوا خَيْرًا}؛ أي: أنزل خيرًا؛ لأنَّ القرآن خيرٌ وهدًى ونفعٌ وشفاءٌ لِمَا في الصُّدور، يُستَدلُّ به على اللَّه وعلى أنبيائه وشرائعِ دينه، فخيراتُه لا تُحصى.