للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الزَّجَّاجُ: كل ما لبسْتَه فهو سِربال (١).

وإنَّما قال: {تَقِيكُمُ الْحَرَّ} ولم يذكر البرد، وإن كان ما يقي البرد أعظمَ في المنَّة؛ لأنَّ الذين خُوطبوا بهذا أهل حَرٍّ (٢) في بلادهم، فحاجتُهم إلى ما يقي الحرَّ أشدُّ. قاله عطاء (٣).

ولأنَّ ذِكْرَ أحدهما ذِكْر الآخر بتفاهم النَّاس (٤)، وهو كقول الشَّاعر:

وما أدري إذا يمَّمْتُ أرضًا... أريدُ الخيرَ أيَّهما يليني (٥)

ذكر الخير (٦) وكنَى عن اثنين، وهما الخيرُ والشَّر.

وقوله تعالى: {وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ}: أي: ودروعًا من الحديد تردُّ عنكم سلاحَ عدوِّكم في قتالِكم. والبأسُ: شدَّةُ الحرب.

{كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ}: فلا يدعُ شيئًا ممَّا بكم الحاجةُ إليه في دينِكم ودنياكم إلَّا أعطاكموه تامًّا، تقع به الكفاية.


(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٣/ ٢١٥).
(٢) في (أ): "الحر".
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٤/ ٣٢٣).
(٤) في (ر): "تبعا للناس".
(٥) البيت للمثقب العبدي من قصيدة له في "المفضليات" للضبي (ص: ٢٩٢)، وانظر: "ديوانه" (ص: ٢١٢)، و"معاني القرآن" للزجاج (٤/ ٢٧٩). ودون نسبة في "معاني القرآن" للفراء (٢/ ١١٢). وبعده:
أألخيرُ الذي أنا أبتغيه... أمِ الشَّرُّ الذي هو يبتغيني
(٦) في (أ): "ذكر اثنين".