للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكان إفسادُهم على قولِ هؤلاء: ما ذُكر في هذه الآيات: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا}، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} [التوبة: ٦٥]، وهي قصةُ تنفيرِهم ناقةَ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلةَ العقبة، وقوله: {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} [التوبة: ٦١]، {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا} الآية [التوبة: ١٠٧]، {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} [المجادلة: ١٦]، {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} [النساء: ٦٠] وهو كعب بن الأشرف، {يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} الآية [الحشر: ١١]، {يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} (١) [التوبة: ٦٧]، {لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} الآية [المنافقون: ٥]، {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: ١٤]، {يُرَاءُونَ النَّاسَ} [النساء: ١٤٢]، {فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة: ٤٥]، ونحوها.

وقولُه تعالى: {فِي الْأَرْضِ} هي وجهُ بساطِ الدنيا، والسماءُ سقفُها.

وقيل: أريدَ بها هاهنا أرضُ المدينة، فإن إفسادَ المنافقين كان فيها.

وقوله تعالى: {قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}: {إِنَّمَا} كلمتان في الأصل، (إنَّ) كلمةُ تأكيدٍ قُرنت بـ (ما)، فصارتْ للحَصْر والقَصْر، فقوله: {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [النساء: ١٧١] تقديرُه: لا إله لا اللَّه الواحد، وقوله: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} [التوبة: ٦٠] كذلك، وكذا هاهنا معناه: ما نحن إلا مصلحون.

وقوله: {نَحْنُ}: جمعُ (أنا) على غير لفظه، كـ: (هؤلاء) جمع (هذا) و (هذه)، وكقولهم: (أولئك) هو جمعُ (ذاك) و (ذلك) و (تلك)، وكالنسوة جمع المرأة، وكالإبل جمع الجمل والناقة، وكالغنم جمع الشاة.


(١) في (أ): "الآية" بدل: " {وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} ".