للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١١٨) - {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.

وقوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ}: هو ما قال في سورة الأنعام: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} الآية [الأنعام: ١٤٦]، وقد فسَّرناها هنالك.

وكان ذلك التَّحريمُ تغليظًا عليهم لظلمِهم وبغيهم، كما قال: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ} [الأنعام: ١٤٦]، وقال: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ} [النساء: ١٦٠]، وقال هاهنا:

{وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}: بكفران النِّعم.

* * *

(١١٩) - {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}.

وقوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}: أي: أعرِّفك يا محمَّد بعدَ بيان حكم المشركين أنِّي لكلِّ مَن عمل ذنبًا بكونه جاهلًا، ثمَّ تاب عنه، وندمَ عليه، وعزم على (١) ألَّا يعود إليه، وأصلح العمل في المستأنف، وقوله: {مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ}؛ أي: من بعد العمل -وما قال في الآية المتقدمة (٢): {مِنْ بَعْدِهَا}؛ أي: بعد الجهالة، وقيل: بعد


(١) "على" من (أ).
(٢) بعدها في (ر) و (ف): "وفي هذه الآية أيضًا".