للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأَجْرَزَ القوم: إذا صارت أرضُهم جُرُزًا (١)، وجَرَزوا أرضَهم: إذا أكلوا نباتها كلِّها، ويقال: رجلٌ جَرُوز: إذا كان كثيرَ الأكل لا يُبقي شيئًا من الطعام، وسيفٌ جُرَاز: قَطوعٌ يأتي على كلِّ شيء، ومعناه: وإنَّا لمُفْنون الدنيا بعد حصول الامتحان وتمييزِ المحسن من المسيء، وناقلون أهلَها إلى دار البقاء والجزاء، فنَجزي كلَّ واحد منهم بما يستحقُّه، فلا تهتمَّنَّ أنت لذلك، وليس ذلك عليك (٢)، ويشتفي صدرك بما ينالهم.

* * *

(٩) - {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}.

وقوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}: أي: أحَسِبْتَ أن أصحاب الغار الذي في الجبل واللوح المكتوب عليه أسماؤهم كانوا من بين (٣) آياتنا عجَبًا، فليس كذلك، بل كلُّ آياتنا عَجَبٌ، وفي آياتنا ما هو أعجبُ من ذلك.

روَى العوفيُّ عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: معناه: الذي آتيتُك من العلم والكتاب والسنَّة أفضلُ من شأن أصحاب الكهف والرقيم (٤).

وروَى الكلبيُّ عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما يقول (٥): هم


(١) في (ف): "أرضهم جرازًا"، وفي (ر): "أراضيهم جرازًا". والمثبت من (أ) و"تفسير الطبري" (١٥/ ١٥٥).
(٢) في (ف): "فليس لك غليل"، وفي (ر): "فليس لك عليل".
(٣) "بين" من (أ).
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ١٥٦).
(٥) "يقول" من (أ) و (ف).