للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا} قيل: ولم يدَعوهما ينزلان في القرية.

وقال كعب: وجاءت امرأة إليهما بطعام وقالت: إن رجالنا في أخلاقهم شدةٌ فلم أستطع أن أضيِّفكما، فهذا طعامي فكُلَا منه، فدعا الخضر لنسائهم بالبركة ولعن رجالهم.

ثم قال الخضر لموسى: أمَا إذا لم تستطع أن تصبرَ فسأخبرُك {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}؛ أي: سببُ فراقِ وَصْلي ووَصْلِك.

وقوله تعالى: {سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا}: وفي رواية: أخذ موسى بطرف ثوبه فقال: حدثني (١)، فقال:

* * *

(٧٩) - {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}.

{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ}: وهم ممن ذكرنا من الإخوة العشرة.

{يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا}: أي: أجعلَها ذاتَ عيبٍ لئلا يأخذَها الملك الغاصب، وهو قوله:

{وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ} قال ابن عباس والسدي وقتادة والفرَّاء وأبو عبيدةَ رحمهم اللَّه: أي: أمامهم (٢)، كما قال تعالى: {وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا} [الإنسان: ٢٧]، وقال: {مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ} [الجاثية: ١٠]، وقال لبيد:


(١) انظر: "البسيط" (١٤/ ١١٢).
(٢) انظر: "مجاز القرآن" (١/ ٤١٠) و"معاني القرآن" للفراء (٢/ ١٥٧)، ورواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٣٥٤) عن قتادة. وأما ابن عباس فقد روى البخاري (٣٤٠١) ومسلم (٢٣٨٠) عنه أنه كان يقرأ: (وكان أمامهم ملك).