للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: حتى وارى رؤوسهما.

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضم الصاد والدال، وقرأ نافع وحمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص بفتحهما، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر بضمِّ الصاد وتسكينِ الدال (١)، وهي ثلاث لغات.

قوله تعالى: {قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا}: أي: وضع المنافخ وأوقد النار في الحديد، ثم أمر بالنفخ فيها.

{حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا}: أي: نفَخوا حتى ذاب الحديد كلُّه وصار كالنار في منظرها.

وقوله تعالى: {قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا}: قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر: {ائتوني} من الإتيان (٢)، وقرأ الباقون بالمد (٣)؛ أي: آتوني بقِطرٍ أفرغْ عليه، والقِطر: النحاس.

وقيل: هو المذاب الذي يَقطُر.

قال السدِّي: نضَّد الحديد، ثم وضع عليه الحطب، ثم قال: {انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا} ثم أمر بالصُّفْر فأذيب فصُبَّ عليه، فصار طريقةً حديدًا و (٤) طريقةً صُفرًا.

وقال وهب: أمرهم بجمع الحديد والصُّفر والنحاس، ودخل هو بين بلادهم، ورأى حالهم وقاس ما بينهما، فكان بُعدُ ما بينهما مئةَ فرسخ، فرجع عنهم وحفر أسًّا (٥) حتى بلغ الماء، ثم جعل عرضه خمسين فرسخًا، وجعل حشوَها الصخورَ،


(١) انظر: "السبعة" (ص: ٤٠١)، و"التيسير" (ص: ١٤٦).
(٢) انظر: "السبعة" (ص: ٤٠١)، و"التيسير" (ص: ١٤٦) عن حمزة، وأبي بكر بخلف عنه.
(٣) وهو الوجه الثاني لأبي بكر.
(٤) في (أ): "وصار".
(٥) في (ر) و (ف): "أساسا".