للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل {عِبَادِي}؛ أي: الشياطين والجن، وهو إضا فة التخليق، ولا يكونون أولياء، قال اللَّه تعالى: {يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [العنكبوت: ٢٥] وقال تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ} الآية [إبراهيم: ٢٢].

وقوله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا}: للمعاندين والشياطين جميعًا.

وقال مقاتل: {يَتَّخِذُوا عِبَادِي}؛ أي: الأصنام (١)، كما قال: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأعراف: ١٩٤].

وقوله تعالى: {نُزُلًا}؛ أي: جعلناها مقرًّا (٢) لهم لينزلوها.

وقال الزجَّاج: {نُزُلًا}؛ أي: منزلًا (٣).

وقيل: النُّزل: الطعام المهيَّأ للنازل.

* * *

(١٠٣ - ١٠٤) - {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}.

وقوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: يجوز


= (١٥/ ٤٢٢) عن ابن جريج في قوله: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ} قال: يعني مَن يَعبد عيسى ابن مريم والملائكة، وهم عباد اللَّه، ولم يكونوا للكفار أولياء.
أما ابن عباس ففي "تفسير الثعلبي" (٦/ ٢٠٠) عنه أنه قال: يعني: الشياطين، تولَّوهم وأطاعوهم من دون اللَّه. لكن هذا القول استبعده الآلوسي وغمز في صحته، فقال: وفيه بعد، ولعل الرواية لا تصح. انظر: "روح المعاني" (١٥/ ٥٨٥).
(١) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٦٠٤).
(٢) في (أ): "معدة".
(٣) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٣/ ٣١٤).