للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ}: أي: حُكم على هذا الشيطان لتمرُّده أنَّ {مَنْ تَوَلَّاهُ}؛ أي: اتَّبعه ووالاه.

وقوله تعالى: {فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ}: أي: الشيطان يُضلُّ هذا المتولِّي {وَيَهْدِيهِ}؛ أي: يَدلُّه {إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ}؛ أي: النارِ الموقَدة.

وفتح الألف في قوله: {فَأَنَّهُ} لوقوع {كُتِبَ} عليه، وتقديره: كُتب عليه أنه يضلُّ مَن تولاه، إلا أنه لمَّا قدَّم السبب الذي يكون به الإضلال، وألقى عليه قوله: {كُتِبَ}، ذكر بعده ما يقع عليه الفعل ففتَحه.

* * *

(٥) - {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}.

وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ}: خاطب المجادِلين في الساعة وحاجَّهم بوجهين من الحجة:

أما أحدهما: فقال: {إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ}؛ أي (١): شكٍّ في أن اللَّه يبعث الموتى {فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ}؛ أي: ابتدأنا خلقَ أبيكم منه.

{ثُمَّ مِنْ نُطْفَةَ}: ثم خلقناكم في بطون أمهاتكم من النطفة، وهي ماء مَهِين جارٍ (٢).


(١) "ريب من البعث أي: " ليس في (أ) و (ف).
(٢) في (أ): "جماد"، وفي (ر): "حار".