للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أي: السؤال.

وقال مجاهد: القانع: جارك الغني، والمعترُّ: الذي يجيئك (١) من الناس (٢).

وقيل: القانع: الهر، والمعترُّ: الكلب؛ أي: اجعلوا لهما منه نصيبًا، والهر يتقاضى بصياحه، والكلب يقوم ساكتًا (٣).

وقوله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا} إباحة، ولو لم يأكل منها جاز.

وقوله تعالى: {وَأَطْعِمُوا} ندبٌ، ولو صَرف كلَّه إلى نفسه لم يَضمن شيئًا، وهذا في كلِّ هدي، هو نُسك لا كفارةٌ، وكذا الأضحية، فأما هديٌ هو كفارةٌ فعليه التصدُّق بجميعه، وما أَكَله ضمِنه، وكذا ما أَطعمه الأغنياءَ، وإنما مصرفُه الفقراءُ، فأما هديُ النُّسك والأضحية فيَحِلُّ لصاحبه والأغنياءِ، والمستحَبُّ في ذلك أن يكون نصفُه لأَكْله وإطعامِ أهله، ونصفُه للصرف إلى غيره.

وقيل: يُجعل أثلاثًا: ثلثٌ يأكله ويطعمه أهلَه وأضيافَه في هذه الأيام، وثلثٌ يدَّخره لِمَا بعدُ، وثلثٌ يدفعه للناس.

وكان الحسن البصري رحمه اللَّه يجعله أرباعًا: الرُّبع لنفسه وأهله، والرُّبع للمساكين، والربع لليتامى، والربع لأهل السجون، ويَتأول قوله: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [الإنسان: ٨].


= (١٦/ ٥٦٦). وقوله: (مفاقره)؛ أي: وجوه فقره، يقال: سد اللَّه مفاقره؛ أي: أغناه وسد وجوه فقره. انظر: "الصحاح" (مادة: فقر).
(١) في (أ): "يحتك". وجاء في الرواية: (الذي يعتريك)، وفي أخرى: (من اعتراك). انظر التعليق الآتي.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٦/ ٥٦٦ - ٥٦٧).
(٣) في (أ): "ساكنًا".