للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: {وَصَلَوَاتٌ}؛ أي: وتُركت صلوات، على (١) إرادة أعيانها دون مواضعها.

وقال الزجاج: أي: لهدِّمت صوامعُ في أيام شريعة عيسى، وبيعٌ في أيام شريعة موسى، ومساجد في أيام شريعة محمد عليهم السلام (٢).

وقيل: ذُكرت الصوامع والبِيَع -وإن كانت تلك لغيرِ أهل الإسلام- وذلك لأن النصارى ينكرون أمر الجهاد ويَرَونه شنيعًا في الحكمة، والصابئون لا يرونه، فنُبِّهوا على حُسنه في العقول؛ إذ فيه بقاءُ أثر هذه الديانات التي يعتقدها هؤلاء.

ثم قوله: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ}: هم الكفارُ {بَعْضَهُمْ} بدلٌ عنه {بِبَعْضٍ} هم المؤمنون المقاتلون، فالدفع يقع بهم.

وقيل: معناه: ولولا دفعُ اللَّهِ بأهل هذا الدِّين عن الأديان كلِّها؛ أي: لولا إقماعُ (٣) عبدة الأوثان وأهلِ التعطيل بخوف سيوف المسلمين لتغلَّبوا على أهل الأديان كلِّها (٤)، وفيه تعريفُ منَّةِ اللَّه تعالى بما عاد على (٥) أهل الأديان كلِّها من النَّفع بدِين الإسلام.

وقوله: {يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا}: أي: في المساجد، هو الصحيح، فإن الذكر في البيع ونحوها محرَّفٌ غيرُ معتبَر.

وقيل: يدفع اللَّه بالمقاتلين (٦) عن القاعدين، وبالشاكرين عن الكافرين،


(١) في (أ): "عن".
(٢) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٣/ ٤٣١).
(٣) في (أ): "انقماع".
(٤) في (أ): "الأديان" بدل: "أهل الأديان كلها".
(٥) في (أ): "إلى".
(٦) في (أ): "بالمقاتلة".