للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيها حقَّ المجاهدة (١)، ومدحهم، وافتتح هذه السورة بذكر ذلك الفلاحِ وتفاصيلِ العبادة ومدحهم بها.

وانتظامُ السورتين: أن هذه السورة مشتمِلة على ذكر صفات المؤمنين، ومُحاجَّةِ الكافرين، والترغيبِ والترهيب للغافلين (٢)، وكذلك تلك السورة.

* * *

(١ - ٢) - {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}.

وقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}: قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: قد فاز بما رجا وأمن مما خاف المؤمنون (٣).

وقوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}: قيل: متذلِّلون، وقيل: خائفون، وقيل: ساكنون.

وقيل: الخشوع في الصلاة: سكونُ الأطراف، وتركُ الالتفات، والاشتغال بها عما يَشغل عنها.

ورُوي: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى رجلًا يَعبثُ بلحيته في الصلاة، فقال: "أمَا إن هذا لو خشع قلبه لخشعت جوارحه" (٤).


(١) "حق المجاهدة" من (ف).
(٢) في (أ): "للعالمين".
(٣) في (أ): "مما يخاف المؤمنون". وذكره عن ابن عباس الماوردي في "النكت والعيون" (٤/ ٤٥) بلفظ: المفلحون الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا.
(٤) ضعيف مرفوعًا، وقد تقدم تخريجه مفصلًا في أوائل سورة البقرة عن تفسير قوله تعالى: {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ}.