للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ما شاء اللَّه، وتقطَّعت الأنساب وذهبت المساءلة، ثم نفخ النفخةُ الثانية فقاموا جميعًا لربِّ العالمين {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} (١).

وقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في صفة الصور: "إن عُظْمَ دارةٍ منه كعرضِ السَّماء والأرض" (٢).

ويقول إسرافيل في النفخة الثانية: أيتها الأجساد البالية، والجلود المتمزِّقة، واللحوم المتفرِّقة (٣)، والعظام النَّخِرة، والعروق المتقطِّعة، والشعورُ المتطايرة: قوموا فإنَّ الديان قد أقام القيامة، فيَحْيَون جميعًا في أقلَّ من لحظة (٤).

وفي الخبر: أن بين النفختين أربعين سنة؛ تمطر السَّماء، وتنبت الأرض، وتمضي فصول السنة وليس في السَّماء والأرض حيوان (٥).

وقيل: لا يُسألون في القيامة عن الأنساب، إنما يُسألون (٦) عن الأعمال، قال تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٧/ ١١٢).
(٢) رواه الطبراني في "الأحاديث الطوال" (٣٦)، وأبو الشيخ في "العظمة" (٣٨٦)، من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه.
(٣) "واللحوم المتفرقة" ليس من (ف).
(٤) روي نحوه عن قتادة كما تقدم عند تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: ٥٢].
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٣٣٤) عن قتادة قال: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} قال نبي اللَّه: "بين النفختين أربعون" قال أصحابه: فما سألناه عن ذلك، ولا زادنا على ذلك، غير أنهم كانوا يرون من رأيهم أنها أربعون سنة، وذُكر لنا أنه يبعث في تلك الأربعين مطر يقال له: مطر الحياة، حتى تطيب الأرض وتهتزّ، وتنبت أجساد الناس نباتَ البقل، ثم ينفخ فيه الثانية {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}.
(٦) في (ر) و (ف): "لا يتساءلون. . . إنما يتساءلون".