للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحُكي عن أبي عمرو أنه قال: ليست بفريضةٍ واحدة، ولكنها فرائض (١).

وقال غير واحد من المفسرين: بيَّنَّاها (٢).

وقال مجاهد: بينَّا حلالها وحرامها (٣).

وقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}: أي: واضحات {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}؛ أي: لتتَّعظوا (٤) بها، وأكثرُ هذه السورة ترجع أحكامها إلى التستُّر والتعفُّف وما تَخلَّلها فهو من مقتضياتها.

ومن جلالةِ موقع (٥) أحكام هذه السورة من جملة أمور الدِّين ما ذُكر عن أبي وائل رضي اللَّه عنه قال: خطبنا عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما وهو على الموسم فافتتح سورة النور وأخذ يفسرها، فقال رجل: ما رأيتُ كاليوم كلامًا خرج من رأس رجل، واللَّه لو سمعتْ بهذا التُّركُ (٦) لأسلمت (٧)، وفي بعضها: لو سمعت بهذا الدَّيلمُ لأسلموا (٨).

* * *


(١) بعدها في (ف): "مختلفة وفرضناها عليكم".
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٧/ ١٣٨) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٧/ ١٣٧)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٨/ ٢٥١٦).
(٤) في (ف): "لتتيقظوا".
(٥) في (ر) (ف): "مواضع".
(٦) في (ف): "القول".
(٧) رواه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة" لأبيه (١٨٤٨)، والطبري في "تهذيب الآثار" مسند ابن عباس (٢٨٨).
(٨) رواه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (١/ ٢٦٧)، وصحح إسناده الحافظ في "الفتح" (٧/ ١٠٠).