للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}: قد فسرناه.

قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: وجَّه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- غلامًا من الأنصار يقال له: مدلج بن عمرو، إلى عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه وقتَ الظهيرة (١) ليدعوَه، فدخل فرأى عمرَ بحال كره عمرُ رؤيتَه ذلك، فقال: يا رسول اللَّه، ودِدْتُ لو أن اللَّه تعالى أمرنا ونهانا في حالة الاستئذان، فنزلت (٢).

وعن عمر أنه قال: وافقني ربي في ثلاث: في الاستئذان، وفي الحجاب {فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: ٥٣]، وفي الاتِّخاذ من مقام إبراهيم مصلًّى (٣).

وقال مقاتل بن حيان: نزلت في أسماءَ بنتِ مرشدةَ، كان لها غلامٌ كبير، فدخل عليها في وقتٍ كرهَتْه، فأتت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالت: إنَّ خدَمَنا وغلماننا يدخلون علينا في حالٍ نكرهها، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية (٤).


(١) "وقت الظهيرة" من (أ).
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٧/ ١١٦) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما دون سند، ورواه ابن منده كما في "الإصابة" لابن حجر (٦/ ٥٠) من طريق السديّ الصغير، عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس. والسدي الصغير هو محمد بن مروان: كذاب، والكلبي متروك، وأبو صالح لم يسمع من ابن عباس.
(٣) ذكره الماتريدي في "تأويلات أهل السنة" (٧/ ٥٨٨) بلفظ: (وافقت ربي. . .) ولم أجده مسندًا هكذا، لكن رواه البخاري (٤٠٢) من طريق أنس عن عمر فذكر بدل الاستئذان قوله: (واجْتَمَع نساءُ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الغَيرةِ عليه، فقُلتُ لهنَّ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ}، فنزلت هذه الآيةُ). ورواه مسلم (٢٣٩٩) من طريق ابن عمر عن عمر فذكر بدل الاستئذان أسارى بدر.
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٧/ ١١٦)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص: ٣٢٩)، والبغوي في "تفسيره" (٦/ ٦٠)، والزمخشري في "الكشاف" (٣/ ٢٥٣)، والرازي في "تفسيره" (٢٤/ ٤١٦)، والبيضاوي في "تفسيره" (٤/ ١١٣).
ورواه عن مقاتل بنحوه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٨/ ٢٦٣٣).