للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا}: أي: أتَوا جَورًا (١) وكذبًا، ووضعوا التكذيب غيرَ موضعه.

وقيل: هو من كلام المشركين في صفة النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- والقومِ الآخرين (٢)؛ أي: جاؤوا بكلامٍ هو ظلمٌ وزورٌ، والزُّور: القول المائل عن القصد.

* * *

(٥) - {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}.

وقوله تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}: أي: هو أقاصيصُ المتقدِّمين وما سطَروه؛ قاله النضر بن الحارث، وهو عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما (٣).

وقوله تعالى: {اكْتَتَبَهَا فَهِيَ}: أي: كتبها محمد عن اليهود وغيرهم.

ويقال: {اكْتَتَبَهَا}؛ أي: كتبها من ذاته.

وقيل: معناه: طلب كتابتها من غيره.

{فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}: أي: طرفي النهار، فيحفظ ما يُملى عليه ثم يَتلُوه علينا.

* * *

(٦) - {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}.

{قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: يعني: أن القرآن لمَّا كان مشتمِلًا على علمِ كثيرٍ من الغيوب التي يستحيل في مجرى العادات أن يعلَمها محمد من غيرِ تعليم، دلَّ ذلك على أنه مِن عندِ مَن يَعلم الغيوب وهو اللَّه تعالى، ولو كان


(١) في (أ): "زورًا".
(٢) في (أ): "الآخرون".
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٧/ ٤٠٠).