أي: صوتَ غليانٍ وفورانٍ والتهابٍ كالتهاب الرجل المغتاظ، وهي كما قال:{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ}[الملك: ٨]؛ أي: تتقطَّعُ غيظًا عليهم.
وقيل: معناه: سمعوا فيها تغيظًا وزفيرًا للمعذَّبين، كما قال تعالى:{لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ}[هود: ١٠٦]، واللام و (في) يتقاربان: افعل هذا في اللَّه وللَّه، {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}[الأنبياء: ٤٧]؛ أي: في يوم القيامة، وعاد في كذا ولكذا.
وقوله تعالى:{لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا}: والثبور المصدر، وهو جنسٌ فصلح للواحد والجمع؛ أي: يقول لهم الملائكة ذلك، وليس هذا أمرًا لهم به لكنْ بيانٌ أنهم وإن أكثَروا من ذلك لم يتخلصوا.
(١) رواهما الطبري في "تفسيره" (١٧/ ٤١١)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٨/ ٢٦٦٩).