وقوله تعالى:{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ}: أي: واذكر يا محمد يومَ نحشرهم {وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} من الأنبياء والملائكة، و {وَمَا} بمعنى (من)، وهو كقوله:{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}[النساء: ٣].
{فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ}: المشركين حتى عبدوكم {أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ}؛ أي: أأنتم زينتُم لهم ذلك بإدخال الشُّبَه، وهو استفهام بمعنى التقريع.
{قَالُوا سُبْحَانَكَ}: أي: أنت منزه عن الشركاء {مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا}؛ أي: لا يجوز لنا ولا يصلح {أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ}؛ أي: إنَّا لم نأمر هؤلاء بعبادتنا فنكونَ بذلك قد اتخذناهم لنا (١) أولياء؛ لأنَّهم إذا والَونا بأمرنا فقد واليناهم نحن وصار بعضُنا أولياءَ بعض.
وتلخيصه: ما كان لنا أن نتخذ من دونك مَن يُواليْنا فيَعبدَنا دونك، ومعناه: التبرؤ من الرضا بشرك هؤلاء والانتفاءُ منهم.
وقوله تعالى:{وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ}: أي: ما عبدونا بأمرنا، لكنْ لمَّا طال عمرهم وعمرُ آباءهم في الدنيا ممتَّعين بالجاه والمال والصحة نسُوا ذكرك فأشركوا بك وعبدوا غيرك.