للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: هي التي تُبنى حول السور والحصون.

وقيل: هي البروج الاثنا عشرَ المعروفةُ: الحَمَل، والثَّوْر، والجَوْزاءُ، والسَّرَطان، والأسدُ، والسُّنبلةُ، والميزانُ، والعَقْربُ، والقَوْس، والجَدْيُ، والدَّلْو، والحُوت.

وقوله تعالى: {وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا}: أي: في جملتها شمسًا، فهي من البروج؛ قال تعالى: {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} [نوح: ١٦] {وَقَمَرًا مُنِيرًا} بالليل.

ومَن قرأ: {سُرُجًا} (١) فهي النجوم التي يُهتدَى بها، فهي كالمصابيح.

* * *

(٦٢) - {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا}.

وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً}: قيل: أي: مختلفَين؛ يجيء هذا ويذهب ذلك، ويجيءُ ذاك ويذهب هذا، ولم يجعل منهما واحدًا سرمدًا نهارًا لا ليلَ له، وليلًا لا نهار له، ليَعلم الناسُ عددَ السنينَ والحسابَ، وليكون للانتشار في المعاش وقت معلوم، وللقرار والاستراحة وقتٌ معلوم، وفيه تنبيه على قدرته ونعمته، وذلك قوله:

{لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ}: أي: يتذكر بذلك {أَوْ أَرَادَ شُكُورًا}؛ أي: أراد شكر اللَّه تعالى بما أنعم عليه.

وقيل: أي: جعل الليل والنهار خلفة؛ أي: مختلفين في اللون ليتميَّز أحدهما عن الآخر؛ كما قال تعالى: {فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا} الآية [الإسراء: ١٢]، قاله مجاهد (٢).


(١) قرأ بها حمزة والكسائي. انظر: "السبعة" (ص: ٤٦٦)، و"التيسير" (ص: ١٦٤).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٧/ ٤٨٦).