للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله: {الرَّحِيمُ}: فلا يعجِّل بعقوبتهم إذ لا يَخاف الفَوْت، ويَقبل توبةَ مَن تاب منهم قبل الموت، ومن رحمته أيضًا إرسالُ الرسل وإنزالُ الكتب لإرشادهم، وتنبيههم (١) على صلاحهم وفسادهم.

وقيل: {الْعَزِيزُ}: المنتقِمُ من أعدائه {الرَّحِيمُ}: المنعِم على أوليائه.

وقوله تعالى: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى}: أي: واذكُر يا محمد لقومك إذ دعا ربُّك موسى، يعرِّفه بقصة موسى وما بعدها من قصص سائر الأنبياء، وأن اللَّه واصَلَ الحجج لعباده ودعاهم إلى توحيده وطاعته، والأنبياءُ صبروا على أذى الأمم، فكان النصرُ والفرج للموافِقين والهلاكُ والعقوبة على المخالفين، فكذلك أنت وقومك.

وقوله تعالى: {أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}: أي: قال له ذلك {قَوْمَ فِرْعَوْنَ} بدلٌ وترجمةٌ عن الأول، ذكَر في بعض الآيات الإرسال إلى فرعون لعنه اللَّه، وفي بعضها إلى فرعون وملئه، وبيَّن هاهنا أنه كان مبعوثًا إلى كلِّ قومه.

وقوله تعالى: {أَلَا يَتَّقُونَ}: استفهامٌ بمعنى التوبيخ، وهي كلمة استبطاءٍ (٢) وحثٍّ.

* * *

(١٢ - ١٤) - {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (١٢) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (١٣) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ}.

وقوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ}: أي: لا يصدِّقوني فيَردُّوا أمرك.

وقوله تعالى: {وَيَضِيقُ صَدْرِي}: أي: بتكذيبهم {وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي} بضيقِ صدري.


(١) في (ر) و (ف): "وتثبيتهم".
(٢) في (ر): "استيصاء" وليست من (ف).