قوله تعالى:{قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}: وكانوا حفظوا الاسم حين قال: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، فقال فرعون: تعنوني؟ فقالوا:{رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} وفيه إقرارٌ برسالتهما.
فلما رأى فرعون ذلك تحيَّر {قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ}: أي: أصدقتم بذلك موسى {قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ} بذلك {إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ}؛ أي: لأُستاذكم {الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ} وهذا تلبيسٌ منه على العامة، ثم قال:{فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} وهذا تهديد.
وقوله تعالى:{لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ}: أراد به ترهيبَ العامة لئلا يتَّبعوهم في الإيمان.
{قَالُوا لَا ضَيْرَ}: أي: لا نَعُدُّ ذلك ضررًا علينا، فإنه تعبُ ساعة ثم نصير إلى كرامة اللَّه تعالى، وهو قوله تعالى:{إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ}.
وقيل: هل هو إلا أن تقتلَنا فتقلبنا (١) إلى ربنا؟
وقيل: إنَّا وأنت منقلبون إلى ربِّنا فيجزي كلًّا على عمله.