قوله تعالى:{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ}: أي: تلاقى فصار كلُّ جمع يرى الجمع الآخر {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}؛ أي: قرُب قوم فرعون منَّا بحيث يدركوننا، خافوا ذلك.
وقوله تعالى:{قَالَ كَلَّا}: أي: قال موسى: ليس كذلك، نفَى إدراكَهم إياهم، وفيه حجتُنا على نُفاةِ رؤية اللَّه تعالى الذين يتعلَّقون بقوله:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}[الأنعام: ١٠٣] ويتأوَّلونه: لا تراه، فإنه نفى الإدراك مع إثبات الرؤية بقوله:{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} فعُلم أنه ليس هي، بل الإدراك هو الإحاطة بجوانب الشيء، وهم خافوا ذلك، وهو المنفي في قوله تعالى:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} دون الرؤية.
وقوله تعالى:{إِنَّ مَعِيَ رَبِّي}: أي: ناصري على عدوِّي {سَيَهْدِينِ}؛ أي: سيعرِّفني الطريق الذي في سلوكه نجاتي ونجاةُ مَن معي.