وقيل: هذا سؤالُ صواب (١) الحكم الذي يَحكم به، وقبول ذلك في قلوب الخلق.
وقوله تعالى:{وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}: أي: الأنبياء؛ أي: توفَّني على ما توفَّيْتَهم.
{وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}: أي: وأَبْقِ لي الثناء الحسن على ألسنةِ عبادك إلى آخِر الدهر، ففعل اللَّه تعالى له ذلك، فكلُّ أهل الأديان يتولَّونه وينتسبون إليه.
وقيل: معناه: أي: اجعل في آخر الزمان من ذريتي مَن يقولُ بالحق، ويقومُ بالدِّين، ويدعو الناس إليه، وذلك راجعٌ إلى نبيِّنا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ قال اللَّه تعالى:{وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ}[الزخرف: ٢٨].
وقوله تعالى:{وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ}: أي: من الباقين فيها.
وقوله تعالى:{وَاغْفِرْ لِأَبِي}: أي: اجعله أهل المغفرة بإعطاء الإسلام.
وقوله تعالى:{إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ}: للحال، رجا إسلامه فسأل اللَّه تعالى أن يعطيَه ذلك، وكان وعَدَه مِن نفسه ذلك، قال تعالى:{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} الآية [التوبة: ١١٤].
وقوله تعالى:{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ}: أي: لا تخجلني بتقصيري يوم القيامة.