قوله تعالى:{قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ}: أي: تشاءمنا بكم فلا نتَّبعكم لئلا تصيبَنا المكارهُ في أنفسنا وأولادنا وأهالينا وأموالنا، آيَسوه عن إيمانهم.
وقيل: قُحِطوا فقالوا: هذا بشؤمكم.
قوله تعالى:{قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ}: أي: ما أصابكم من مكروهٍ أو محبوب فمن اللَّه لا مني.
وكان الكفار إذا أصابتهم شدة في زمن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قالوا: هذه من شؤمه، وإذا أصابتهم نعمة قالوا: هذه باستحقاقنا، كما ذكر اللَّه ذلك عن قوم موسى:{فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ}[الأعراف: ١٣١]، وقال المشركون لنبينا عليه السلام ما ذكر عنهم:{وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ}[النساء: ٧٨].
وقيل:{طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ}؛ أي: ما ينزل بكم من العذاب في الآخرة إنما يصيبكم بتكذيبكم إياي في الدنيا.
وقيل:{طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ}؛ أي: جزاء تطيُّركم عند اللَّه، هو يجزيكم به بعذاب الدنيا والآخرة.