للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عجبت من نفسي ومن إشفاقها... ومن ذيادي الطيرَ عن أرزاقها

في سنةٍ قد كشفت عن ساقها... حمراءَ تُبدي اللحمَ عن عُراقها (١)

{قَالَ مَا خَطْبُكُمَا}: أي: ما شأنكما واقفتين لا تسقيان كسائر الناس؟

{قَالَتَا لَا نَسْقِي}: أي: نحن لا نسقي غنمنا {حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: لا قوةَ لنا على الاستقاء، وانما ننتظر فضولَ الماء في الحوض (٢). وكذا قال ابن إسحاق وقتادة (٣).

وقيل: كان تأخُّرهما لمنع الناس.

وقيل: لحيائهما من (٤) مزاحمة الناس، ولتجنُّبهما عن مخالطة الناس.

وقرأ أبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر: {حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} بفتح الياء وضم الدال؛ أي: يرجع، وهو لازم.

وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الدال من الإصدار (٥)، وهو متعدٍّ.


(١) الرجز نسبه البلاذري في "أنساب الأشراف" (١٢/ ٣٨٤) لأبي البلاد خليفة بن بلاد، وذكره الراغب في "محاضرات الأدباء" (١/ ٢١٢) وقال: الأبيات لرؤبة قالها وقد تولى طراد الطير عن زرع له. وهو دون نسبة في "غريب الحديث" لابن قتيبة (١/ ٢٦٣)، و"الزاهر" لابن الأنباري (٢/ ٣٧١)، و"البصائر والذخائر" للتوحيدي (٩/ ١١٤)، و"تفسير الثعلبي" (١٠/ ١٩)، و"اللامع العزي شرح ديوان المتنبي" للمعري (ص: ١٢٩٩). وجاء في جميع المصادر: (وعن طرادي الطير. . .)، فلا شاهد فيه. وفيها أيضًا (تبري) مكان: (تبدي).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٢١١)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٢٩٦٤).
(٣) رواه عن ابن إسحاق الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٢١٢)، وعن قتادة ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٢٩٦٣).
(٤) في (ف): "عن".
(٥) انظر: "السبعة" (ص: ٤٩٢)، و"التيسير" (ص: ١٧١)، و"النشر" (٢/ ٣٤١).