للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو زرعة: {إِذْ نَادَيْنَا} قال: نودوا أن يا أمة محمد أعطيتُكم قبل أن تسألوني، واستجبتُ لكم قبل أن تدعوني (١).

وقال مقاتل بن حيان: أي: نادينا أمتك وهم في أصلاب آبائهم (٢).

وقال وهب: قال موسى: يا رب، أرني محمدًا، قال: إنك لن تصل إليه، وإن شئتَ ناديتُ أمتَه فأسمعتُك صوتَهم (٣).

وقيل في قوله: {وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا}: معناه: إن قومك يا محمد حدَثوا في الدنيا بعد موسى وسائر الأنبياء بدهر طويل، فلم يَعرفوا إرسال الرسل إليهم فأنكروا.

وقيل: كانت الفترة بين عيسى ومحمد عليهما السلام خمسَ مئةٍ وخمسين سنةً.

* * *

(٤٧) - {وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.


(١) رواه من قول أبي زرعةَ يحيى بنُ سلام في "تفسيره" (٢/ ٥٩٦)، والطبري في "تفسيره" (١٨/ ٢٦٢). ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٢١٩)، وفيه: (عن أبي زرعة رفع الحديث). وقد روي من طريق أبي زرعة عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه مرفوعًا، رواه النسائي في "الكبرى" (١١٣١٨)، والطبري في "تفسيره" (١٨/ ٢٦٢)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٢٩٨٣)، والحاكم في "المستدرك" (٣٥٣٥) وقال: صحيح على شرط مسلم. لكن قال الدارقطني في "العلل" (٨/ ٢٩١) عن الموقوف: وهو أصح.
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٢٩٨٣)، وذكره الواحدي في "البسيط" (١٧/ ٤٠٨).
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٧/ ٢٥٢)، والواحدي في "البسيط" (١٧/ ٤٠٨)، والبغوي في "تفسيره" (٦/ ٢١١).