للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقرأ الباقون: {ساحران تظاهرا} (١)؛ أي: موسى ومحمدٌ خادعان (٢) الناس تعاوَنا على ذلك؛ أي: فما معنى قولهم: {لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى} وهم بموسى كافرون ككفرهم بمحمد.

{وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ}: أي: بكلٍّ من السِّحرين؛ أو: الساحرين.

وقيل: هذا إشارةٌ إلى مَن كفر بموسى من القوم الذين بُعث إليهم، والمعنى: أن نزول التوراة على موسى جملةً واحدةً لم يمنع كثيرًا من أولئك من الكفر به، حتى قالوا: موسى وهارون ساحران تظاهرا -أو: كلامهما سحران تظاهرا- فكفرُ مشركي العرب كذلك.

* * *

(٤٩ - ٥٠) - {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٤٩) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

قوله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}: أي: فإذ كذَّبتم يا معشر العرب بهذين الكتابين {فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا} فيكونَ ذلك عذرًا لكم في الكفر بهما {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} في أنهما سحران لا هدايةَ فيهما، ويَلزمني بذلك أيضًا اتِّباعُ ذلك الأهدى وتركُ ما أنزله اللَّه عليَّ وعلى موسى، وهذا دليلٌ على أن أولى القراءتين: {سِحْرَانِ تَظَاهَرَا} (٣).


(١) انظر: "السبعة" (ص: ٤٩٥)، و"التيسير" (ص: ١٧٢).
(٢) في (ر) و (ف): "موسى وهارون خادعا".
(٣) في (ر) و (ف): "ساحران تظاهرا".