{وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ}: أي: قيل للأتباع: ادعوا شركاءكم؛ أي: استنصِروهم {فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ}: أي لم يجيبوهم بالنصرة. ثم لهذه الجملة وجهان:
أحدهما: أن الذين حقَّ عليهم القول هم الشركاء المعبودون وهم الشياطين، فإذا قيل للمشركين: أين شركائي بزعمكم، قال الشياطين: ربنا أَغْوَينا هؤلاء المشركين كما غَوَينا، لم نأمرهم بعبادتنا لكنْ زينَّا لهم الشرك فأشركوا ولم نأمرهم بعبادتنا، فلا نصرة لهم عندنا {مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} قصدوا اتِّباع أهوائهم لا عبادتَنا.
وقيل: ما كانوا يعبدوننا بإكراهنا إياهم عليها لكن بالوسوسة؛ كما قال:{وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي}[إبراهيم: ٢٢].
والثاني:{قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ}؛ أي: الدعاةُ إلى الشرك، و {شُرَكَائِيَ} غيرُهم وهي الأصنام، فيقال لهم:{أَيْنَ شُرَكَائِيَ}{ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ}؛ أي: الأصنام، فتقول الشياطين عند هذا خوفًا على أنفسهم أنْ يُزاد في عذابهم بإغوائهم:{رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا} إنا ما أمرناهم بعبادتنا وما عبدونا، ومثل هذا ما