للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٢٣ - ٢٤) - {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٣) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ}: أي: بالقرآن والبعث والحساب {أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي}؛ أي: فأولئك القانطون من رحمتي {وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وهو تفسير قوله: {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} وإذا كان اليأس من الرحمة لهؤلاء كانت الرحمة للمؤمنين المخالفين لهؤلاء.

ثم عاد الكلام إلى قصة إبراهيم وجوابِ قومه له:

{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا}؛ أي: إلا قولُهم، بالرفع اسمًا لـ {كَانَ}، ونصبِ {جَوَابَ} خبرًا لـ {كَانَ}، [وقرئ بالرَّفع] (١) وعلى هذا يكون {إِلَّا أَنْ قَالُوا} نصبًا خبرًا لـ {كَانَ}، ونظيره: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى} [الروم: ١٠]، {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا} [آل عمران: ١٤٧]، على قراءتين على الوجهين.

{اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ}: لمَّا ألزمهم الحجةَ أعرضوا عنها وعارضوه بقصد الإهلاك، فقال بعضهم لبعض: اقتلوه بالسيف ونحوه أو حرِّقوه بالنار.

{فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ}: أي: من أذاها ومكروهها بعد إلقائهم إياه فيها.

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}: أي: لَعلاماتٍ للمؤمنين على أن العاقبةَ المحمودة لأهل الإيمان.


(١) ما بين معكوفتين زيادة يقتضيها السياق، والقراءة بالرفع نسبت للحسن وسالم الأفطس. انظر: "تفسير الثعلبي" (٥/ ١٠)، و"المحرر الوجيز" (٤/ ٣١٢)، و"البحر المحيط" (١٧/ ١٢٠).