للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٣٢) - {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}.

{قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا}: أي: قال إبراهيم أتهلكونهم وفيها لوط.

{قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا}: أي: ليس يخفَى علينا ذلك أن فيها لوطًا ومؤمنين معه، أعلمنا اللَّه تعالى بذلك، فلَنا العلم به حقيقةٌ وغيرُنا من البشر مَن علمهم كذلك فإنما ينبني على الظاهر دون الحقيقة فنحن أعلم منه.

{لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ} أي: لنأمرنَّ لوطًا أن يخرج مع مَن معه من المؤمنين من القرية بأمر اللَّه إيانا بذلك، فيخرج فينجو بذلك مما يحلُّ بقومه (١).

وقوله تعالى: {إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}: أي: الباقين في الهلاك.

وقال أبو عبيدة: يعني: من الذين طالت أعمارهم فبقيت بعد موت الأتراب ثم أهلكت (٢).

* * *

(٣٣) - {وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}.

وقوله تعالى: {وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا}: أي: لمَّا جاء هؤلاء الملائكة لوطًا {سِيءَ بِهِمْ}: ساءه مجيئهم؛ أي: أحزنه.

{وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا}: قال في "ديوان الأدب": الذَّرْع قَدْرُ الرجل الذي يبلغُه (٣).


(١) في هامش (ف): "بالقرية. نسخة".
(٢) انظر: "مجاز القرآن" (١/ ٢١٨) و (٢/ ١١٥).
(٣) انظر: "معجم ديوان الأدب" للفارابي (١/ ١١٦).