للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ}؛ أي: أنْ يريكم البرق، فقد صرَّح بـ (أنْ) قبل هذه الآية في قوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} ويكون معنى (١) هذه الآية على هذا الوجه: أوَلم يتفكروا في خلق السماوات والأرض أنَّ اللَّه تعالى لم يخلقهما عبثًا ولا جزافًا، ولكن ليَعتبر بها عباده ويَستدلُّوا بها على وحدانيته وكمالِ قدرته، فإنه إنما خلقهما لمنافع عباده بلاغًا لهم في دار التكليف ليحاسبهم في دار الجزاء، وهو معنى قوله: {بِالْحَقِّ}؛ أي: للحق، وهو هذا.

وقوله: {وَأَجَلٍ مُسَمًّى}: أي: وليوم القيامة الذي يحاسبهم فيه ويجازيهم على أعمالهم فيه، وقد جعل اللَّه أجلًا لذلك، فيخرجهم هذا التفكُّرُ عن الغفلة.

وقوله تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ}: أي: تركوا هذا التفكُّر فغفلوا وكفروا بالبعث والجزاء.

وقيل في قوله: {وَأَجَلٍ مُسَمًّى}؛ أي: خلقهما في الوقت الذي كان سماه لخَلْقهما فيه وأراده (٢)؛ أي: لم يخلقهما على سهوة وغفلةٍ ومجازفةٍ، بل على مقدارٍ معلوم ووقتٍ معلوم.

وقيل: {وَأَجَلٍ مُسَمًّى}؛ أي: وقتٍ معلوم (٣) مؤقَّتٍ إذا بلغت ذلك الوقت أفناها وبدَّل الأرضَ غيرَ الأرض وغيرَ السماوات.

* * *


(١) في (ف): "معناه في".
(٢) في (ف): "سماه بخلقهما فيه على علم وإرادة".
(٣) "معلوم" ليست في (أ).