للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أي: بواحد. وقال الفرزدق:

إن الذي سمَك السماء بنى لنا... بيتًا دعائمُه أعزُّ وأطولُ (١)

أي: عزيزة طويلة.

وقيل: الإعادة أيسرُ من البداية (٢) في تَعارُفكم فيما تبتدِئون فعلَه وتعيدونه.

وقيل: أي: فيما تصوِّرون في أنفسكم من ابتداء الشيء من غيرِ شيء ثم إعادتهِ بعد أن بَلِيَ وتفرَّقت أجزاؤه.

وقيل (٣): أهونُ عليه بما يتوهَّمون؛ كقولك للرجل تريد أن تصف له سهولة الأمر وخفَّته: هو أهونُ عليَّ من ذلك، ثم تحذف (من ذلك).

وقيل: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}؛ أي: على المخلوق من الابتداء؛ لأنَّه في الابتداء يخلقُ (٤) نطفةً ثم علقةً، ثم تمر عليه (٥) التارات، ثم يولد ويكون (٦) طفلًا ثم رضيعًا، ثم بعد الفِطام (٧) غلامًا، ثم شابًّا ثم كهلًا ثم شيخًا، فأما الإعادةُ فإنه يُبعث بشرًا عاقلًا، فهذا أهونُ عليه في المتعارف.

وقوله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: أي: الوصفُ الأرفعُ؛ قال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ} (٨) [الرعد: ٣٥]؛ أي: صفتُها.


(١) انظر: "ديوانه" (ص: ٧١٤)، و"شرح نقائض جرير والفرزدق" لأبي عبيدة (١/ ٣٥٤).
(٢) في (ف): "البدو".
(٣) في (ر) و (ف): "وهو".
(٤) في (ر) و (ف): "بخلق" بدل: "لأنه في الابتداء يخلق".
(٥) في (ر) و (ف): "على" بدل: "ثم تمر عليه".
(٦) "ويكون" من (أ).
(٧) في (أ) و (ف): "طفلا ثم بعد الرضاع فطيمًا ثم".
(٨) في (ر): "مثل الحياة"، وفي (ف): "مثل الحياة الدنيا".