للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً}: خصبًا وسعة برحمة منا {فَرِحُوا بِهَا}؛ أي: أظهروا بها سرورًا.

{وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ}: أي: أمرٌ يَسُوءهم من قحطٍ ومجاعة {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}؛ أي: بسبب معاصيهم، وقيد باليد لأن أكثر العمل وأظهرَه باليدين.

وقوله تعالى: {إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ}: أي: وجدتَهم يجزعون فعلَ الذين عن رحمة اللَّه ييأسون، ولم تدخل الفاء في قوله: {إِذَا هُمْ} لِمَا قلنا: إنَّ تقديره: وجدتَهم، وإذا كان الجواب بالفعل لم يَحتجْ إلى الفاء.

* * *

(٣٧) - {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.

وقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ}: أي: قد رأى هؤلاء أن اللَّه يوسِّع الرزقَ ابتداءً {لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}؛ أي: يضيِّق، فليس يجب أن يدعوَهم التضييق في الرزق إلى القنوط من رحمة اللَّه.

وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}: أي: لعلاماتٍ لأهل الإيمان على أن التضييق في الرزق والتوسعةَ فيه على ما سبق من علمه وإرادته.

* * *

(٣٨) - {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

وقوله تعالى: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ}: أي: فأعطِ قريبك حقَّه من البِرِّ والصلة والمواساة، وأعطِ الفقير والغريب حقوقَهم، فليس فقرُهم وغناك إلا لأن اللَّه يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر؛ أي: وليس فقرُ الفقير لهوانه على اللَّه ولا