للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهو اختيار خلف وحفص (١)، وعن عاصم (٢) في رواية ضمُّ الأُوليين وفتح الثالثة (٣).

وقيل: الضُّعف بالضم: ما كان أصلًا وبالفتح ما كان عارضًا (٤).

يقول: اللَّه الذي خلقكم من نطفةٍ ضعيفةٍ كما قال تعالى: {مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} [السجدة: ٨].

وقيل: أي: {خَلَقَكُمْ} على صفةِ (٥) {ضَعْفٍ} في الأوَّل وهي حالة الصغر والطفولية، {ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً}؛ أي: حالةَ الشباب وبلوغِ الأشُدِّ، {ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا} وهي حالة الهرم، وقوله تعالى: {وَشَيْبَةً}؛ أي: بياضَ شعر، وقال تعالى: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ} [يس: ٦٨] فيعود في ضعفه وانقطاعه عن التصرُّف إلى مثل (٦) ما كان عليه في حال طفوليته، فمَن قدِر على هذا (٧) قدِر على إحياء الموتى، وكما يَردُّ الحيَّ في آخر حياته إلى أولِ (٨) خلقه فغيرُ بعيدٍ أن يردَّه بعد موته إلى ما كان عليه في أول أمره.


(١) انظر: "السبعة" (ص: ٥٠٨)، و"التيسير" (ص: ١٧٥ - ١٧٦)، و"النشر" (٢/ ٣٤٥). قال الداني: روى حفص عن عاصم بفتح الضاد فيهنَّ، غير أنه ترك ذلك واختارَ الضَّم اتِّباعًا منه لروايةٍ حدثه بها الفضيل بن مرزوق عن عطيَّة العوفيّ عن عبد اللَّه بن عمر: أن النَّبي عَلَيْهِ السَّلَام أقرأه ذلك بالضمِّ وردَّ عليه الفتحَ وأباه، وعطية يضعَّف، وما رواه حفص عن عاصم عن أئمَّته أصح، وبالوجهين آخذ في روايته لأتابع عاصمًا على قراءته وأوافق حفصًا على اختياره.
(٢) في (ر) و (ف): "وعن عاصم بالضم في رواية وعنه" بدل: "وهو اختيار خلف وحفص وعن عاصم".
(٣) ذكرها الثعلبي في "تفسيره" (٧/ ٣٠٧).
(٤) في (ر): "أصليًّا. . عارضيًّا".
(٥) "صفة" من (أ).
(٦) "مثل" من (أ).
(٧) في (ر): "ذلك".
(٨) في (أ): "أصل".