للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: {أَنِ اشْكُرْ} ترجمةٌ لقوله: {الْحِكْمَةَ} وهو بيان أن رأس الحكمة للمخلوقين شكرُهم نِعَمَ اللَّه تعالى.

{وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ}: أي: نفعُه يعود إليه بتمام النعمة ودوامها وزيادتها والثواب على شكرها {وَمَنْ كَفَرَ} النعمة {فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} عن شكر عباده، لا يتكثَّر بشكرهم، ولا يتعزَّز بطاعتهم {حَمِيدٌ} على إنعامه لأن آثار إنعامه ظاهرةٌ على كافة بريَّته.

* * *

(١٣) - {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.

وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ}: أي واذكر يا محمد إذ قال لقمان لابنه {وَهُوَ يَعِظُهُ}:

{يَابُنَيَّ}: تصغير على جهة الشفقة والتلطف {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ}؛ أي: لا تجعل للَّه شريكًا في العبادة.

{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ} من المشرك على نفسه {عَظِيمٌ} لأنه يورده (١) عذابًا لا ينقطع ولا يُفتَّر، ولأنه وضْعُ العبادةِ غيرَ موضعها وهو عظيم؛ أي: شنيع منكر في العقول.

* * *

(١٤) - {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}.


(١) في (ر): "يؤديه".