{وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ}: لا يستحقُّ العبادة (١) غيرُه؛ لأنه لا يقدر على شيء.
وقوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}: العالي على كل شيء، وكلُّ ما دونه فهو له متذلِّلٌ منقاد، وهو الكبير وكل شيء دونه فهو له متصاغر.
* * *
(٣١) - {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}.
وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ}: أي: ألم ترَ أن السفن تجري في البحر مع صغرها وكِبَر البحر وهولِ أمواجه {بِنِعْمَتِ اللَّهِ}؛ أي: بتسخيره إياها وإنعامه بذلك على خلقه.
{لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ}: من أعلام قدرته.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}: أي: لكلِّ مَن هو من أفاضل المؤمنين؛ لأن جميع خصال الإسلام ترجع إلى الصبر والشكر، والصَّبَّار والشَّكور مبالغةٌ في هذين الوصفين؛ أي: الانتفاعُ بهذه الآيات إنما يحصل لهؤلاء، فكأنها لهم دون غيرهم.
* * *
(٣٢) - {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ}.
وقوله تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ}: أي: وإذا جاءهم في البحر موجٌ متراكبٌ بعضُه على بعضٍ كأنها ظلل فوقهم؛ أي: جبال مُظِلَّة أو سحاباتٌ.
(١) في (أ): "لا مستحق للعبادة".