للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}: أي: علم (١) وقت قيام الساعة عند اللَّه لا يعلمه غيره، فإياكم أن تأتيَكم بغتة وأنتم مغترُّون بالحياة الدنيا.

وقيل: نزلت الآية في الوارث (٢) بن عمرو بن حارثة بن محارب رجلٍ من أهل البادية، أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فسأله عن الساعة ووقتها، وقال: إن أرضنا أجدبت فمتى ينزل بها الغيث؟ وامرأتي حُبلى فما تلد؟ وإني أعلم ما عملتُ أمس فما أعملُ غدًا؟ وإني أعلم أين ولدتُ فبأيِّ أرض أموت؟ فأنزل اللَّه هذه الآية (٣).

وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "خمسٌ لا يعلمُهنَّ إلا اللَّه" وتلا هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} (٤)، وهو يعلم متى تقوم.

{وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ}: أي: هو الذي ينزِّل الغيث للوقت الذي يعلم الصلاح في إنزاله لعباده (٥) وبلاده، ولا يَعلم العباد بذلك.


(١) "علم" من (أ).
(٢) في (ر): "الحارث". وانظر التعليق بعد الآتي.
(٣) رواه ابن المنذر في "تفسيره" عن عكرمة كما في "الدر المنثور" (٦/ ٥٣٠)، وسمى الرجل: الوارث من بني مازن.
وذكره مقاتل بن سليمان في "تفسيره" (٣/ ٤٤٠)، والثعلبي في "تفسيره" (٧/ ٣٢٣)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص: ٣٤٧)، وذكره الواحدي أيضًا في "البسيط" (١٨/ ١٢٨) وعزاه لمجاهد ومقاتل، واسم صاحب القصة عندهم عدا "أسباب النزول": عبد الوارث بن عمرو. ورواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٥٨٥) عن مجاهد ولم يسمه. فهذا الخبر مع الاختلاف في اسم صاحب القصة لم يرو بسند متصل إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإنما هي مراسيل عن عكرمة ومجاهد ومقاتل.
(٤) رواه البخاري (٤٦٢٧).
(٥) في (ف): "هو الذي ينزله للوقت الذي يعلمه للإصلاح في أمره لعباده" وفي (ر): "هو الذي ينزله للوقت الذي يعلمه لإصلاح أمر عباده".