للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فلن ينفعكم أحد دونه كما يتوهَّم المشركون من ولاية آلهتهم وشفاعتها.

{أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ}: أفلا تتَّعظون بمواعظ اللَّه.

* * *

(٥) - {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}.

وقوله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ}: أي: يدبر الأمر من السماء فيَنزل به بعض ملائكته من السماء إلى الأرض (١)، فيُلقي ذلك إلى الذي أُمر بإلقائه إليه من الرسل.

{ثُمَّ يَعْرُجُ}: أي: يعرج الملك {إِلَيْهِ}: إلى الموضع الذي أُمر بالعروج إليه من السماء.

وقوله: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ}: في نزول الملك إلى الأرض وعروجه منها إلى السماء {أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}: من أيامكم في الدنيا؛ لأن ما بين السماء إلى الأرض مسيرةُ خمسِ مئة عام، فإذا قطع الملَك ذلك في يوم واحد نازلًا وصاعدًا حصل له (٢) مسيرة ألف سنة في يوم واحد.

وهذا التدبير هو ما يكتب في اللوح المحفوظ للملائكة الموكَّلين به، حتى إذا رأوا ذلك قد وجد في اللوح المحفوظ عرفوا أنه أراد أن ينزلوا به إلى نبيِّه في الأرض، فيفعلون ذلك ثم يرجعون إلى مكانهم الذي كانوا فيه.


(١) "من السماء إلى الأرض" من (أ).
(٢) في (ف): "حصل قاطعًا".