للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ضروب أذًى ناله من الكافرين والمنافقين وبعضِ المؤمنين في طعنهم عليه في زيدٍ وتزوُّجِ امرأته، والاستكثارِ من النساء، والتوسُّع في المناكح، واعتراضِ نسائه عليه في طلب الزينة، ودخولِ بعض المؤمنين بيوتَه وانتظارِهم طعامَه، وتعرُّضِ بعض المنافقين بعضَ نسائه، وإيذائهم المؤمنين، وختم بذكر إيذاء قوم موسى عليه السلام، وكرَّر في هذه السورة لفظة الأذى: {وَدَعْ أَذَاهُمْ} [الأحزاب: ٤٨] {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ} [الأحزاب: ٥٣] {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ} [الأحزاب: ٥٣] {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: ٥٧] {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب: ٥٨] {أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: ٥٩] {لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} [الأحزاب: ٦٩].

* * *

(١) - {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}.

وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}: روي في نزول هذا: أن أبا سفيان بن حرب وعكرمةَ بن أبي جهل وأبا الأعورِ السُّلميَّ (١) -واسمه عمرو بن سفيان- قدموا المدينة فنزلوا على عبد اللَّه بن أبيٍّ رأسِ المنافقين (٢) - وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أعطاهم الأمان على أن يكلِّموه - ومعهم طُعْمة (٣) بن أُبيرقٍ وعبد اللَّه بن سعد بن أبي سَرْحٍ، فأتوا النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وقالوا له: ارفض ذكر آلهتنا اللاتِ والعزى ومناة وقل: إن لهم شفاعة ومنفعة لمن عبدها وندعُك وإلهك، فشقَّ ذلك على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال عمر رضي اللَّه: ائذن


(١) وقد أسلم هؤلاء الثلاثة، إلا أن الأخير اختلف في صحبته. انظر: "الإصابة" (٤/ ٥٢٩).
(٢) بعدها في (أ): "وجد بن قيس".
(٣) في (ر) و (ف): "طعيمة".