للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خطابنا إلى أحبابنا {اتَّقِ اللَّهَ} أن تلاحظ غيرَنا معنا أو تساكن شيئًا من دوننا.

والتقوى رقيب على قلوب أوليائه تمنعهم في أنفاسهم وحركاتهم وسكناتهم أن ينظروا إلى غيره.

التقوى لجام يكبحك (١) عما لا يجوز، وزمامٌ يقودك إلى ما يجب (٢)، وسوطٌ يسوقك إلى ما أُمرت به، ومِشْخَصٌ (٣) من اللَّه يحملك على القيام بحقه، وحرزٌ يعصمك من وصول أعدائك إليك، وعوذةٌ تشفيك من داء الخطأ (٤).

* * *

(٢ - ٣) - {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (٢) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}.

وقوله تعالى: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}: من أوامره ونواهيه.

وقيل: واتَّبع أحكام اللَّه التي نوحيها إليك دون أحكام الجاهلية في الظهار وفي التبنِّي، ولا تخالف ذلك.

وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}: أي: عالمًا، هذا خطابٌ له ولأمته.

{وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}: أي: اعتمِدْ عليه، وفوِّضْ أمرَك إليه مما (٥) تخافه من ضرر أذى الكفار.


(١) في (ف): "يمنعك".
(٢) في (أ) و (ر): "تحب"، ومثله في مطبوع "اللطائف"، والمثبت من (ف) وهو الأنسب بسياق الكلام.
(٣) في (ف): "ومركب"، وفي "اللطائف": (شاخص).
(٤) انظر: "لطائف الإشارات" (٣/ ١٤٩ - ١٥٠).
(٥) في (ف): "فيما".