للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ}: قيل: أي: كادت قلوبهم تبلغ الحلاقم.

وقيل: إن الرئة تنتفِخ عند الخوف فتدفع القلبَ حتى يكاد يبلغ الحنجرة.

وقيل: أي: صار بعضهم من الرعب يضطربُ فؤادُه فلم يستقرَّ مكانه، بل بلغ بحركته واضطرابه إلى الحلق.

وقوله تعالى: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}: قرأ ابن كثير والكسائي وعاصم في رواية حفص: {الظُّنُونَا} بالألف بالوقْف دون الوصل، وقرأ نافعٌ وعاصمٌ في رواية أبي بكرٍ وابنُ عامر بالألف في الوصل والوقف، وقرأ أبو عمرو وحمزة بغير ألف في الحالين (١)، وفي المصحف بالألف في هذه الثلاث {الظُّنُونَا} و {الرَّسُولَا} و {السَّبِيلَا} (٢)، وهو الأولى (٣)؛ لموافقة المكتوب، ولمطابقة رؤوس الآي (٤)، وهو صحيح في اللغة مستعملٌ في الكلام، وزيادة الألف إشباع الفتحة.

ومعنى هذا الكلام: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ} ظُنونًا مختلفةً، يظنُّ المخلِص أن اللَّه تعالى منجزٌ نبيَّه وعدَه في إعلائه وقهرِ أعدائه، ويظنُّ المرتاب أو غيرُ نافذ البصيرة غيرَ ذلك


(١) انظر: "السبعة" (ص: ٥١٩)، و"التيسير" (ص: ١٧٨).
(٢) انظر: "المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار" للداني (ص: ٣٩).
(٣) في (ر): "الأوفى".
(٤) في "تفسير القرطبي" (١٧/ ٩٣ - ٩٤): (قال ابن الأنباري: ولم يخالف المصحفَ من قرأ الظنون والسبيل والرسول بغير ألف في الحروف الثلاثة وخطُّهن في المصحف بألف؛ لأن الألف التي في {أَطَعْنَا} والداخلةَ في أول الرسول والظنون والسبيل كفى من الألف المتطرفة المتأخرة كما كفت ألف أبي جاد من ألف هواز.
وفيه حجة أخرى: أن الألف أنزلت منزلة الفتحة وما يلحق دعامة للحركة التي تسبق والنية فيه السقوط فلما عُمل على هذا كانت الألف مع الفتحة كالشيء الواحد يوجب الوقف سقوطها. .) إلى آخر ما قال.